اهتمت الدول الحديثة بالتوثيقات لما لها من أهمية قانونية فالوثيقة و هي المحرر المعد لإثبات حقوق المتعاملين أو تصرفاتهم القانونية عرفها المجتمع المسلم منذ السنة السادسة من الهجرة في صلح الحديبية بين المسلمين و قريش و قد كتب الوثيقة سيدنا على بن أبي طالب بكرم الله وجهه ، وتوالت الوثائق في المجتمع المسلم مثل كتاب سيدنا أبو بكر الصديق لأهل نجران و كتاب صلح أهل إيليا لسيدنا عمر ابن الخطاب. السلطة القضائية أنشأت إدارة اتحادية للتوثيق فضلا عن إدارات ولائية للتوثيق فقد أصدر رئيس القضاء قراراً بإنشاء إدارة التوثيقات وهى إدارة اتحادية استطاعت في فترة وجيزة أن تمد جذورها في جميع ولايات السودان تمشيا مع نظام الحكم الاتحادي وتم تشكيل 19 لجنة لمراقبة التوثيقات بالأجهزة القضائية المختلفة .

لم تقتصر أعمال إدارة التوثيقات على مراقبة أعمال المحامين و الموثقين بل تعدى الأمر ذلك إلى تقديم الخدمات القانونية إلى جمهور المواطنين بإبرام العقود و التصديق على المستندات . كما أن هناك قسماً لاعتماد توقعيات و أختام المحاكم فيما يختص باعتماد قسائم الزواج و الطلاق و الشهادات الصادرة من دوائر الأحوال الشخصية في جميع أنحاء السودان و كذلك اعتماد المستندات الصادرة من المحاكم المدنية فيما يتعلق بالإقرارات و تصحيح الأسماء و الإعلامات . و اعتماد المستندات الصادرة من المحاكم الجنائية فيما يتعلق بأوامر القبض و الإعلان بواسطة الانتربول . ومن أعمال هذا القسم أيضا اعتماد توقيعات المحامين الموثقين التي تتعلق بالتوثيقات الخاصة بالمعاملات .